هل يجوز صوم يوم عاشوراء لوحده (منفردا)

هل يجوز صوم يوم عاشوراء لوحده (منفردا)


صيام يوم عاشوراء يوم قبله ويوم بعده



أباحت  الإفتاء المصرية، صوم يوم العاشر من شهر محرم منفردًا (يوم عاشوراء)، دون صوم يوم قبله أو بعده.

وقالت «الإفتاء»، من خلال صفحته الرسميه على موقع السوشيال ميديا «Twitter»، مساء الاحد، «يجوز شرعًا صيام يوم العاشر من شهر محرم منفردًا(يوم عاشورا ) ؛ لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو منفردًا، إلا أنه يُستحب صيام يوم قبله أو بعده لم استطااع».

صيام يوم عاشوراء كفارة سنة

كما
سؤل سماحة الشيح ابن باز رحمة الله.
هل يجزئ من قام بصيام  يوم عاشوراء لوحده من دون صيام يوم قبله ولا يوم بعده
ورد سماحة الشيخ  قائلن صوم يوم عاشوره من شهر محرم، إذا صام الفرد يوم العاشر من شهر محرم فحسب (يوم عاشورا)، ولم يصم يومًا قبله، ولا يومًا بعده؛ هل يجزئه ذالك؟
الجواب:
نعم يجزئه؛ إلا أن ترك الأفضل، الأفضل أن يقوم بصيام قبله يوم، أو بعده يوم، ذالك هو الأفضل، يعني: يقوم بصيام يومين، الـ9 والـ10، أو الـ10 والحادي عشر، أو يقوم بصيام الثلاثة: الـ9، والـ10، والحادي عشر، ذالك أفضل، نقيضًا لليهود .


 احاديث عن فضل صيام يوم عاشوراء



- أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في يَومِ عَاشُورَاءَ: إنَّ هذا يَوْمٌ كانَ يَصُومُهُ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ، فمَن أَحَبَّ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَن أَحَبَّ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ وَكانَ عبدُ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه لا يَصُومُهُ، إلَّا أَنْ يُوَافِقَ صِيَامَهُ.[وفي رواية]: ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَوْمُ يَومِ عَاشُورَاءَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَديثِ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ سَوَاءً..

الراوي: عبدالله بن عمر | المحدث: مسلم | المصدر:  صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم:  1126
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

شرح الحديث:

يومُ عاشوراءَ هو يومُ العاشرِ مِنَ الْمُحرَّمِ، وكانت قريشٌ تَصومُه، فلمَّا قدِمَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ صامَه على عادتِه وأمَرَ بِصيامِه، وكان صيامُه فَرْضًا قَبْلَ رمضانَ، إلى أنْ نَزلَ صَومُ رمضانَ على الْمُسلمينَ، فكانتِ الفريضةُ صومَ رمضانَ فَقطْ، وأصبحَ صومُ عاشوراءَ مُخيَّرًا فيه مَن شاءَ صامَه، ومَن شاءَ تَرَكَه، وقد جاء في فَضْلِ صيامِه أنَّه يُكفِّر ذُنوبَ سَنةٍ قَبْلَه.

- كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَومَ عَاشُورَاءَ، فمَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ..

الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: البخاري | المصدر:  صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم:  2002
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
التخريج: أخرجه البخاري (2002) واللفظ له، ومسلم (1125)

- أنَّ أَهْلَ الجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ، وَأنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَامَهُ، وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِن أَيَّامِ اللهِ، فمَن شَاءَ صَامَهُ وَمَن شَاءَ تَرَكَهُ..

الراوي: عبدالله بن عمر | المحدث: مسلم | المصدر:  صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم:  1126
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

- أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ عن صَوْمِهِ؟ قالَ: فَغَضِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: رَضِينَا باللَّهِ رَبًّا، وَبالإسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وَبِبَيْعَتِنَا بَيْعَةً.

قالَ: فَسُئِلَ عن صِيَامِ الدَّهْرِ؟ فَقالَ: لا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ، أَوْ ما صَامَ وَما أَفْطَرَ، قالَ: فَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومَيْنِ وإفْطَارِ يَومٍ؟ قالَ: وَمَن يُطِيقُ ذلكَ؟ قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومٍ، وإفْطَارِ يَومَيْنِ؟ قالَ: لَيْتَ أنَّ اللَّهَ قَوَّانَا لِذلكَ قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومٍ، وإفْطَارِ يَومٍ؟ قالَ: ذَاكَ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، عليه السَّلَام، قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ؟ قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ، قالَ: فَقالَ: صَوْمُ ثَلَاثَةٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إلى رَمَضَانَ، صَوْمُ الدَّهْرِ قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ.

وفي هذا الحَديثِ مِن رِوَايَةِ شُعْبَةَ قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ؟ فَسَكَتْنَا عن ذِكْرِ الخَمِيسِ لَمَّا نُرَاهُ وَهْمًا. [وفي رواية]:  بمِثْلِ حَديثِ شُعْبَةَ غيرَ أنَّهُ ذَكَرَ فيه الاثْنَيْنِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الخَمِيسَ..

الراوي: أبو قتادة الأنصاري | المحدث: مسلم | المصدر:  صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم:  1162
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

شرح الحديث


سُئِل رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِه؟ فغضِب صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أي: ظهَر أثرُ الغضبِ على وجهِه مِن قولِ الرَّجلِ وسؤالِه، ولعلَّ سببَ غضبِه أنَّه كرِهَ مسألتَه؛ لأنَّه يحتاجُ إلى أن يُجيبَه، ويخشى مِن جوابِه مفسدةً، وهي أنَّه ربَّما اعتقَد السَّائلُ وجوبَه، أو استقَلَّه، أو اقتصَر عليه، وكان يقتضي حالُه أكثرَ منه، وإنَّما اقتَصَر عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لشُغلِه بمصالحِ المُسلِمين وحقوقِهم، وحقوقِ أزواجِه وأضيافِه والوافدين إليه؛ لئلَّا يقتديَ به كلُّ أحدٍ، فيُؤدِّيَ إلى الضَّررِ في حقِّ بعضِهم، وكان حقُّ السَّائلِ أن يقولَ: كم أصومُ؟ أو: كيف أصومُ؟ فيخُصَّ السُّؤالَ بنفسِه؛ ليُجيبَه بما تقتضيه حالُه، كما أجاب غيرَه بمقتضى أحوالِهم، فقال عمرُ رضِي اللهُ عنه، أي: أدبًا وإكرامًا له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وشفقةً على السَّائلِ، واعتذارًا منه واسترضاءً: 

رضِينا باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمُحمَّدٍ رسولًا، وببَيْعتِنا بَيعةً: المرادُ بها البَيْعةُ على الهجرةِ والجهادِ، فسُئِل عن صيامِ الدَّهرِ؟ فقال: لا صامَ ولا أفطَر، أو ما صام وما أفطَر، أي: والمعنى: لم يُكابِدْ سَوْرةَ الجوعِ وحَرَّ الظَّمأِ؛ لاعتيادِه الصَّومَ حتَّى خَفَّ عليه، ولم يفتقِرْ إلى الصَّبرِ على الجُهدِ الَّذي يتعلَّقُ به الثَّوابُ، فصار كأنَّه لم يصُمْ، وحيث إنَّه لم ينَلْ راحةَ المُفطِرين ولذَّتَهم فكأنَّه لم يُفطِرْ، فسُئِل عن صومِ يومينِ وإفطارِ يومٍ؟ قال: ومَن يُطِيق ذلك؟ أي: ومَن يستطيعُ فِعلَ ذلك؟ وسُئِل عن صومِ يومٍ وإفطارِ يومينِ؟ قال: 

ليتَ أنَّ اللهَ قوَّانا لذلك، أي: لفعَل ذلك، وسُئِل عن صومِ يومٍ وإفطارِ يومٍ؟ قال: ذاك صومُ أخي داودَ عليه السَّلام، وسُئِل عن صومِ الاثنين؟ قال: ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه، ويومٌ بُعِثْتُ، أي: يومُ بَدْءِ نُبوَّتي؛ فهو أَوْلى الأيَّامِ بالصَّوم فيه، أو أُنزِلَ علَيَّ فيه، أي: بَدْءُ نزولِ الوحيِ فيه، ثمَّ قال: صومُ ثلاثةٍ مِن كلِّ شهرٍ، ورمضانُ إلى رمضانَ، أي: وصومُ رمضانَ مِن كلِّ سنةٍ مُنتهيًا إلى رمضانَ، صومُ الدَّهرِ، أي: في الفضيلةِ واكتسابِ الأجرِ، وسُئِل عن صومِ يومِ عرَفةَ؟ فقال: يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ والباقيةَ، أي: ذنوبَهما، وسُئِل عن صومِ يومِ عاشوراءَ؟ فقال: يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ، أي: ذنوبَها.
في الحديثِ: فضلُ صومِ يومِ الاثنينِ.

وفيه: فضلُ صومِ يومِ عاشوراءَ.
وفيه: فضلُ صومِ يومِ عرَفةَ.
وفيه: فضلُ صومِ شهرِ رمضانَ.
وفيه: لُطفُ اللهِ عزَّ وجلَّ بعبادِه، والتَّيسيرُ عليهم، ورفعُ المشقَّةِ والحرَجِ عنهم.

التعليقات